النفسوجسدية / الجسدنة: تأثير الصحة النفسية أو العقلية على الصحة الجسدية أو الجسمية أو البدنية.
قد يتعرض كثير من الناس إلى بعض الاضطرابات الجسدية المختلفة مثل الصداع وبعض الآلام المتفرقة وزيادة ضربات القلب وأوجاعه وعندما يقوم بعمل الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة يجد أن كل شئ على ما يرام وأن أجهزة الجسم ووظائفه سليمة بمعني انه لا يوجد لديه أي أمراض جسدية ولكنه يعاني في نفس الوقت من أعراض جسديه مختلفة هنا يمكننا القول بأنه مصاب بـ النفسوجسدية أو الجسدنة وهي أن يكون الشخص لديه اضطرابات جسدية ولكن يكون منشأها أو سببها نفسي وليس عضوي.
في هذا الاضطراب يشعر الإنسان بأعراض مثل ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب والتعرق وأوجاع الصدر وكأنه يعاني من أزمة قلبية وكأنه يوشك علي الموت ، وكل هذه الأعراض ليس لديها سبب عضوي بناء علي ما قام به من التحاليل والفحوصات الطبية.
فالسبب الرئيسي يكون نفسي لدي الشخص مما يؤثر على أجهزة الجسم المختلفة ولكي يشفى ويعافى الشخص من هذه الحالة لابد أن يعالج هذا السبب النفسي.
محتويات المقالة
أعراض النفسوجسدية (الجسدنة)
تختلف الأعراض النفسوجسدية من شخص لأخر فهي ليست أعراض متشابهة بين الأفراد فقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض لا يعاني منها شخص أخر مصاب بالنفسوجسدية لكن من الأعراض الشائعة ما يلي:
1. الأرق والقلق
معظم من يعانوا من اضطراب الجسدنة يكونوا لديهم أرق وقلق وعدم أنتظام في النوم.
2. الشعور بالآم تشابه الأزمة القلبية
يشعر المريض كان لديه أزمة قلبية أو ذبحة صدرية ويشعر بكل أعراضها من دوخة ورعشة وتعرق وسرعة ضربات القلب ويقوم بعمل الفحوصات الطبية فيجدها كلها سليمة وانه لا يعاني من أي أمراض قلبية.
3. الكسل والخمول وحرارة في البطن
يشعر بعض المرضي أيضاً بكسل حاد في الجسم وخمول وعدم القدرة علي الحركة وكذلك بعض الأعراض الباطنية كحرقان في المعدة والبطن يشكل عام وكذلك حدوث أسهال أو أمساك.
4. فقدان الشهية
يحدث لدي بعض المرضي فقدان للشهية وعدم وجود رغبة للأكل أو الشرب مما يؤثر بالسلب علي الصحة العامة نتيجة حرمان الجسم من احتياجاته الغذائية.
5. ضعف التركيز
يشعر بعض المرضي بعدم القدرة علي التركيز وأيضاً ضعف الانتباه وعدم القدرة علي التفكير والنسيان مما يعيقهم من القيام بواجباتهم اليومية.
أسباب حدوث اضطراب النفسوجسدية
- الوراثة: وتعتبر الوراثة بحد ذاتها ليس لها دور مهم في حدوث الجسدنة (متلازمة بريكيت) ولكن قد يورث الشخص نمط وطريقة التفكير والاهتمام المبالغ فيه بالنواحي الصحية وتوهم المرض.
- الجنس: حيث يظهر اضطراب النفسوجسدية أو الجسدنة لدي النساء بنسبة أكبر من الرجال.
- طبيعة الشخصية: حيث أن الأفراد ذو الشخصية التي يغلب عليها القلق والتوتر والتفكير السلبي والاهتمام المبالغ فيه بالناحية الصحية أكثر عرضة للإصابة.
- الضغوط النفسية: انخفاض قدرة الشخص علي تحمل الضغوط النفسية وعدم قدرته على تحملها من أسباب الإصابة بهذا الاضطراب.
علاج النفسوجسدية أو الجسدنة
ولعلاج الأعراض النفسوجسدية علي الفرد التعرف علي السبب النفسي والتغلب عليه لأنه هو المسئول الأول عن حدوث الأعراض الجسدية المختلفة ، وبجانب ذلك على الإنسان القيام بممارسة الرياضة لأنها تعمل علي توليد طاقة نفسية جديدة وتزيل الأعراض النفسوجسدية خاصة المتعلقة بالكسل والخمول وضعف التركيز وتعمل الرياضة أيضاً علي زيادة نسبة هرمون السيروتونين المسئول الأول عن الحالة المزاجية ومعالجة الاكتئاب والقلق.
وأخيرا قد يلجأ بعض الأطباء إلى إعطاء بعض المرضي الأدوية النفسية البسيطة مثل مضادات الاكتئاب والقلق وغيرها والتي ثبت فاعليتها لعلاج مثل هذه الحالات وذلك للسيطرة علي الحالة النفسية والحد من تأثيرها على الفرد.
كيف تؤثر الصحة النفسية على الصحة الجسدية؟
لقد أصبح من المعروف جيدا أن الصحة العقلية السيئة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على نتائج حياة الشخص.
الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن الإصابة بأمراض عقلية خطيرة يمكن أن تقلل من متوسط العمر المتوقع بمقدار 10 إلى 20 عاما.
ولكن لماذا يحدث هذا؟ ليس لدينا جميع الإجابات ، ولضمان أن يعيش الناس الحياة الكاملة التي يستحقونها ، يجب أن نستثمر في البحث للعثور عليهم.
أحد العوامل التي يعتقد العلماء أنها تلعب دورا مهما هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه صحتنا العقلية على صحتنا الجسدية ، والعكس صحيح.
لقد نظرنا إلى أربع دراسات تظهر كيف تؤثر صحتنا العقلية على صحتنا الجسدية ، وتظهر الإمكانات التي يمكن أن توفرها علاجات الصحة العقلية الفعالة للجسم كله.
فيما يلي أربعة طرق يمكن أن تتأثر صحتنا الجسدية بصحتنا العقلية:
1. المرض العقلي الشديد وأمراض القلب
أظهرت دراسة حديثة أجرتها King’s College London العلاقة بين الأمراض العقلية الحادة مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد وأمراض القلب والأوعية الدموية.
أكبر دراسة من نوعها ، قام الباحثون بتحليل بيانات 3.2 مليون شخص يعانون من مرض عقلي حاد ، ووجدوا أنهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 53٪ أعلى من أولئك الذين لم يكن لديهم مرض عقلي.
كما أن خطر الوفاة من المرض كان أعلى بنسبة 85٪ من الأشخاص في نفس العمر بين عامة السكان.
2. الاكتئاب والقلق ومعدلات الوفيات بالسرطان
اكتشفت دراسة تصدرت عناوين الصحف في وقت سابق من هذا العام أن هناك صلة بين المستويات العالية من الاضطرابات العقلية وزيادة خطر الوفاة بسبب السرطان.
نظر باحثون من كلية لندن الجامعية وجامعة إدنبرة وجامعة سيدني في بيانات من 16 دراسة سكانية.
قاموا بقياس الصحة العقلية للأشخاص من خلال الاستبيانات ، مما يشير إلى مستويات الاكتئاب والقلق ، الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان.
ثم تابعوا هؤلاء الأشخاص على مدى 10 سنوات في المتوسط وتتبعوا ما إذا كانوا قد ماتوا بسبب السرطان ، واستخلصوا البيانات من أي نوع من السرطان.
أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل المحتملة التي يمكن أن تشوه البيانات مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والتعليم والتدخين واستهلاك الكحول.
3. مرض السكري والاكتئاب
كشفت الدراسات عن وجود علاقة بين الاكتئاب ومرض السكري ، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية ارتباطهما بشكل كامل.
أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب والسكري يميلون إلى ظهور أعراض أكثر حدة من أولئك الذين يعانون من مرض السكري فقط.
كشفت دراسة أخرى أن أولئك الذين يعانون من كلتا الحالتين كانوا أيضا أكثر عرضة بنسبة 85٪ للإصابة بنوبة قلبية.
يظهر البحث أهمية العثور على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر ومراقبة صحة القلب والأوعية الدموية لديهم.
4. الفصام وهشاشة العظام
هشاشة العظام هي حالة مرتبطة بانخفاض كتلة العظام ، مما يجعلها هشة وأكثر عرضة للكسر.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالفصام معرضون بشكل أكبر للإصابة بهذه الحالة وهم أكثر عرضة للإصابة بكسور الفخذ.
نظرت مراجعة أجريت في عام 2013 في دراسات مختلفة حققت في انتشار انخفاض كثافة العظام وهشاشة العظام.
وجدت المراجعة أن الإصابة بالفصام ضاعفت تقريبا من فرص إصابتك بانخفاض كثافة العظام ، وأن شخصا من كل شخصين مصاب بالفصام يعاني أيضا من انخفاض كتلة العظام ، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
يشير الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتوصل إلى استنتاجات قوية حول هذه المسألة.
الخلاصة
علاقة الصحة النفسية والحالة المزاجية بالصحة العامة أو الجسدية عميقة جدا.
تُظهر هذه الدراسات الرابط الأساسي بين صحتنا العقلية والجسدية ، وهناك الكثير مثلها.
يؤكد البحث على الحاجة إلى دمج الصحة العقلية في علاجات الحالات المرضية الأخرى.
إذا عشنا في عالم تمت فيه معالجة الأمراض العقلية بشكل فعال ، وتم منعها يوما ما ، فقد يكون لها تأثير كبير ليس فقط على عاطفيتنا ، ولكن أيضا على صحتنا الجسدية.