حصوات المرارة من أكثر المشكلات انتشاراً ، وقبل الدخول في مناقشة حصى المرارة في مقالنا يجب توضيح ما هي المرارة؟ أولا.
المرارة عبارة عن كيس صغير يوجد أسفل الكبد مباشرة ويخزن داخله العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد ، وتتدفق هذه العصارة الصفراوية من كيس المرارة إلى الأمعاء وذلك عبر قنوات دقيقة وصغيرة تسمي قنوات المرارة أو القنوات الصفراوية ، وتساعد العصارة الصفراوية علي عملية هضم المواد الدهنية (الدهنيات) ، وتتكون حصوات المرارة داخل كيس المرارة من الكولسترول ومواد أخري وتكون حجم الحصوات متفاوتة بين الصغير مثل (حبيبات الرمل) والكبير مثل (كرة الجولف).
محتويات المقالة
أنواع حصوات المرارة
حصوات الكوليسترول هي أكثر حصوات المرارة شيوعاً.
تتطور عند النساء أكثر من الرجال ، مع عوامل الخطر مثل السمنة والتليف الكيسي وسوء الامتصاص.
كما أن هرمون الاستروجين يجعل النساء عرضة لحصى المرارة أثناء الحمل وكذلك من خلال استخدام موانع الحمل الفموية.
هناك ثلاثة أنواع من حصوات المرارة هم:
1. حصوات الكولسترول المرارية
هي حصوات تتكون من الكوليسترول الصافي ، ذات لون أبيض أو أصفر أو أخضر ، وعادة ما يكون حجمها أكبر من 2.5 سم.
وهي أكثر أنواع حصوات المرارة شيوعاً ، والتي تتكون عندما يكون هناك كمية كبيرة من الكوليسترول في الصفراء.
تشكل حصوات الكولسترول 80٪ من حصوات المرارة.
2. حصوات المرارة الصبغية
هي حصوات صغيرة ذات لون داكن ، تتشكل عند وجود كمية زائدة من البيليروبين في الصفراء.
ويوجد منها نوعين هما:
- الحصوات السوداء
ذات لون أسود ، تتكون من البيليروبين داخل المرارة.
تكون الصبغة الصفراوية الزائدة شائعة في مرضى فقر الدم الانحلالي والمنجلي ومرض الكبد الكحولي أو تشمع الكبد. - الحصوات البنية
ذات لون بني داكن ، تتكون داخل القنوات المرارية من الأنزيمات البكتيرية التي تترسب صبغة الصفراء.
يمكن أيضا أن تترافق مع رتج الاثني عشر.
3. حصوات المرارة المختلطة
تعرف أيضا بـ حصوات الكولسترول المختلطة يعتبر هذا النوع من الحصوات الأكثر انتشارا.
وهي مزيج من النوعين السابقين وهم الكوليسترول والصباغ وكذلك الأملاح ، حيث تتكون من 50% كولسترول وعادة ما تكون صغيرة الحجم ومتعددة ومغلفة بطبقات من الحصوات الصبغية الداكنة والخفيفة.
أسباب تكون حصوات المرارة
العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تكون حصي المرارة غير معروفة لكن يعتقد الأطباء أنها قد تتكون مما يلي
1. احتواء العصارة الصفراوية علي كميات كبيرة من الكوليسترول
تحتوي العصارة الصفراوية علي المواد الكيميائية التي تكفي لإذابة الكولسترول الذي يفرزه الكبد لكن إذا افرز الكبد كميات كبيرة من الكولسترول تفوق قدرة العصارة الصفراوية علي إذابتها ، فان الكوليسترول الفائض يتشكل في بلورات ثم تتجمع مع بعضها مكونة حصوات المرارة.
2. احتواء العصارة الصفراوية علي كميات كبيرة من البيليروبين
البيليروبين عبارة عن مادة كيميائية تنتج عندما يقوم الجسم بتكسير خلايا الدم الحمراء ، وهناك بعض الأمراض مثل تليف الكبد وبعض اضطرابات الدم تجعل الكبد يقوم بإنتاج كميات كبيرة من البيليروبين وهذه الكميات الزائدة تساهم في تكوين حصوات المرارة.
3. عدم قدرة المرارة علي تفريغ العصارة الصفراوية بشكل سليم
عندما تعجز المرارة أو تقل قدرتها علي تفريغ العصارة الصفراوية بشكل صحيح وسليم فتصبح العصارة مركزة داخل كيس المرارة مما يساهم بشكل كبير في تكوين الحصوات المرارية.
أعراض حصوات المرارة ومضاعفاتها
قد لا تسبب حصوات المرارة ظهور أي أعراض على المصابين لكن قد تتحرك حصوات المرارة خارج المرارة مسببة أنسداد في القنوات المرارية هنا تظهر أعراض ويجب التدخل الفوري لعلاج انسداد القنوات المرارية.
ومن أعراض الحصى المرارية ما يلي:
1. حدوث المغص المراري
وجود ألم متوسط إلي شديد في المنطقة العليا من البطن وفي منتصف البطن وكذلك في الجانب الأيمن وقد يصاحب الألم قئ متكرر أو الميل للقئ ويستمر لفترات محدودة من 3 : 4 ساعات وينتهي بمرور الوقت مع أخذ المسكنات وسبب حدوث الألم أو المغص المراري وجود حصوة صغيرة في القناة المرارية الخاصة بالحويصلة المرارية تمنع انسياب ومرور العصارة الصفراوية إلى القناة المرارية العامة مما يؤدي إلى انقباض عضلات جدار المرارة مما ينتج عنه الألم الشديد والمغص المراري.
2. التهاب المرارة الحاد
يحدث ألتهاب المرارة الحاد بسبب انسداد القناة المرارية كما الحال في المغص المراري بالإضافة إلى وجود ميكروبات بكتيرية تهاجم جدار المرارة ويكون الألم في هذه الحالة مختلف حيث يستمر من 8 ساعات وقد يمتد إلى 3 أيام ويكون مصحوب بارتفاع درجة الحرارة وعدم القدرة علي تناول الطعام ، وقد يستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية الوريدية مع المحاليل وعدم تناول أي شئ بالفم ، ويمكن استئصال المرارة بالمنظار كما يري الطبيب المعالج وذلك في أول 3 أيام من ظهور الأعراض تفاديا لحدوث المضاعفات.
3. حدوث الصفراء الانسدادية
تحدث هذه الحالة عندما تتحرك حصوة أو أكثر إلى القناة المرارية الرئيسية وتسبب أنسداد القناة المرارية مما يتسبب في عدم مرور العصارة الصفراوية في مسارها الطبيعي إلى الأمعاء وارتجاع العصارة الصفراوية مرة أخري إلى الكبد ومنها إلى الدم مما تسبب تصبغ الأنسجة المختلفة ومنها العين ومن ثم تصبح صفراء (اليرقان) وكذلك للكلي ويكون لها تأثير سام علي الكلي ويؤدي نزولها في البول (الذي يصبح لونه مثل الشاي) وعدم وصولها إلي الأمعاء إلى منع امتصاص الدهون والفيتامينات المذابة ومن أهمها فيتامين K (الذي يساعد علي أيقاف النزيف) مما يقلل من قدرة الجسم علي أيقاف النزيف ، ويكون لون البراز فاتح مثل لون الطحينة.
ويجب علاج هذه الحالة في أسرع وقت وذلك عن طريق منظار القنوات المرارية ERCP وتركيب دعامة لتساعد في تصريف العصارة الصفراوية ، ثم بعد ذلك يتم استئصال المرارة لمنع تكرار حدوث المشكلة مرة أخري أو كما يري الطبيب المعالج وذلك حسب حالة المريض.
4. التهاب البنكرياس
من أهم أسباب حدوث التهاب البنكرياس هو وجود حصوات المرارة ، حيث يتم نزول حصي المرارة إلى أخر القناة المرارية العامة ومن ثم تسد قناة البنكرياس الأساسية والتي قد تؤدي إلى حدوث التهاب البنكرياس ، ويسبب التهاب البنكرياس إلى حدوث ألم شديد ومستمر.
تشخيص حصوات المرارة
يقوم الطبيب المعالج بعمل أجراءات لتشخيص حصوات المرارة ومنها ما يلي:
1. عمل أشعة موجات فوق صوتية علي البطن وهي أشعة لا تسبب أي ألم للمريض وتعطي صورة للمرارة وتوضح الأشعة الحصي الموجودة في كيس المرارة أو القنوات المرارية الصفراوية.
2. قد يلجأ الطبيب لعمل أشعة مقطعية (CT) وتكون أكثر دقة وتوضح ما إذا كان يوحد حصوات في القنوات المرارية التي تحمل العصارة الصفراوية من المرارة إلى الأمعاء.
3. يقوم الطبيب المعالج بعمل أختبارات فحص للدم للكشف عن وجود ألتهاب أو عدوي جرثومية أو ألتهاب البنكرياس وكذلك نسبة الصفراء في الدم (اليرقان) و تحليل صورة دم كاملة.
علاج حصوات المرارة
تختلف طرق علاج حصى المرارة من حالة إلي أخري وكذلك باختلاف الأعراض وحجم الحصوة المرارية.
ففي الحالات البسيطة حيث لا يعاني المريض من أي أعراض ولكن الطبيب اكتشف من الفحوصات وجود حصوات بسيطة وصغيرة ولا تتجاوز 1 سم فيقوم الطبيب بإعطاء الأدوية والعقاقير التي تعمل علي إذابة حصوات المرارة.
أما إذا كانت الأعراض واضحة وشديدة أو أظهرت الفحوصات وجود تكلس في المرارة أو بعض المضاعفات فيقوم الطبيب المعالج بأخذ القرار باستئصال المرارة سواء بالمنظار أو التدخل الجراحي وذلك حسب طبيعة الحالة ولتفادي مضاعفات الحصوات المرارية.